الثلاثاء، 20 أبريل 2010

اكبر طبق مسخن...ههههه

أكبر طبق مسخن ...ههههه
بقلم: أ. سعيــد الصرفنــدي
من المؤسف أن شعباً تحت الإحتلال لا يكون الخلاص من الاحتلال هو محور حياته، فالشعوب التي عانت من الاحتلال وتخلصت منه، كانت حياتها كلها تدور حول فكرة الخلاص من الاحتلال، فالمقاومة العسكرية أو "السلمية" جزء من حركة الشعوب ضد محتليها، والثقافة والفن والتراث كلها عناصر تم توظيفها في خدمة الفكرة الأساس وهي التخلص من الاحتلال، فالفن لدى الشعوب المحتلة ليس مقصوداً لذاته وإنما حلقة في سلسلة متصلة يسهم في إذكاء الروح المعنوية للشعوب المحتلة ضد محتليها، والأدب كذلك، فوجد ما يعرف بالأدب المقاوم والفن المقاوم، ولعب فنانون وأدباء أدواراً محورية في مسيرة خلاص شعوبهم من الاحتلال، كذلك كان يتم توظيف التراث والثقافة لخلق انماط سلوكية تسهم في رحلة الثورة على المحتل.
ومع أن الاحتلال الصهيوني لفلسطين هو آخر الاحتلالات الهمجية في مسيرة الدول الكولونيالية الاستعمارية،؛ فإن ما يجري في فلسطين لا يتناسب مع طبيعة الاحتلال، ولا يستطيع عاقل أن يفهم ما يجري في فلسطين، وخاصة في الضفة الغربية، من انجازات تتجاوز الاحتلال ووجودة، من مثل أكبر "سدر كنافة" و"أكبر صحن تبولة" و" وأكبر صحن .." وأكبر ثوب" و" أكبر كوفية"...الخ، من الانجازات التي يدخل من خلالها الشعب الفلسطيني كتاب غينس، مع أن الدخول الى هذا الكتاب ممكن من خلال أكبر عضو ذكري ، أو أكثر إمرأة قادرة على مضاجعة الرجال في زمن قياسي ... الخ.
إن مشهد "أكبر طبق مسخن" الذي تم تدشينه مؤخراً ليس سوى شكل من أشكال الاستحمار الذي تمارسه الانظمة القمعية التي تجبر الناس على اظهار الفرح بتوافه الأمور، ولكن المخجل حقاً ان يتم تناول الموضوع وكأنه حدث مهم وانجاز عظيم، ويتم استضافة الناس في الفضائيات للتحدث عن هذا الانجاز الفلسطيني الضخم في مواجهة الاحتلال...
كنت اتمنى أن يتم تطوير المعابر بحيث يتمكن إنسان معاق من السفر دون معوقات، فالمعاق مضطر هو ومن معه الى القيام بأفعال مخجلة للصعود الى الباص المتجه الى الجسر باتجاه الأردن، فليس هناك كرسي متحرك خاص بالحالات الخاصة، وليس هناك مراحيض خاصة، وليس هناك مسار خاص للحالات الخاصة.
كنت أتمنى ان يتم افتتاح مدرسة ابداعية، يكون فيها من متطلبات التخرج أن يقدم الطالب عملاً ابداعياً له علاقة بفكرة الخلاص من الاحتلال.
كنت اتمنى أن يتم تدشين مصنع يساهم في دعم صمود العامل الفلسطيني الذي يناقش البعض منعه من العمل في المستوطنات.
امنيات كثيرة لي ولكل الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال ووجوده، ولا اعتقد أن طبق مسخن هي أمنية حقيقية لواحد من ابناء الشعب الفلسطيني.
ليس طبق المسخن هو الذي " يفلق" بل اعتباره انجازاً هو الذي فلق كثيراً من ابناء المخيمات وأسر المعتقلين والشهداء.
وإلى لقاء قادم مع انجاز قادم لشعب عظيم تحت الاحتلال
sarafandisaed@yahoo.com
مدونة الصرفندي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق