الخميس، 14 أكتوبر 2010

تصريحات عبد ربه اعتراف بعدم شرعية المنظمة

تصريحات عبد ربه اعتراف بعدم شرعية المنظمة
بقلم: أ. سعيــد الصرفنــدي
التصريحات التي صدرت عن ياسر عبد ربه، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والتصريحات المعدلة أيضاً، بحصوص الاعتراف بيهودية الكيان الصهيوني، تأتي منسجمة مع مواقفه السابقة التي وردت في مبادرة جنيف والتي تضمنت التنازل عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين، ومعلوم أن ياسر عبد ربه كان أحد أركان مبادرة جنيف، ولم يعد جديداً عليه ان يجاهر بموقفه السياسي خاصة وأنه أصبح أحد اعمدة السلطة الأقوياء، والعالمون بخفايا الأمور يقولون أنه رجل لا يمكن اقصاؤه أو تجاوزه، ليس بسبب قوته كزعيم فلسطيني، فهو لا يملك شيئاً من عناصر قوة الزعماء الفلسطينيين على وجه الخصوص أو الزعماء السياسيين في دول العالم الثالث على وجه العموم، أي أنه لا يتزعم حزباً قوياً مؤثراً، وليس منتمياً كذلك الى عائلة عريقة وكبيرة يمكن أن تؤثر في مسار الاحداث كما فعلت العائلية في فتح عند تحضير الحركة لقوائم البلديات في الانتخابات المحلية التي هزمت فيها قبل أن تحدث؛ وإنما بسبب القوى الدولية التي تقف وراءه، حتى أن الكثير من كوادر وأنصار حركة فتح يتساءلون ببراءة : لماذا تكون أمانة سر اللجنة التنفيذية لشخص من خارج حركة فتح، مع أنها العنصر الرئيسي والأقوى والأكبر من العناصر المكونة لمنظمة التحرير الفلسطينية.
إن اطلاق ياسر عبد ربه لتلك التصريحات، لا يمكن أن تفهم على أنها مواقف شخصية، كما حصل في مبادرة جنيف؛ فلم يكن له حينها أي تأثير على القرار والموقف الفلسطيني، وكلنا يعلم كيف كان يعامله الرئيس الراحل ياسر عرفات، أما اليوم فإن تصريحاته تعبر عن موقف المتنفذين في منظمة التحرير الفلسطينية، خاصة وأن السياق الذي جاءت فيه تلك التصريحات، يؤكد أنها اجابة واستجابة للمطلب الاسرائيلي بالاعتراف بيهودية الكيان الصهيوني، مقابل الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
لذلك فإن تصريحات ياسر عبد ربه الآنفة الذكر، هي تعبير عن الموقف الرسمي لمنظمة التحرير، ما دام عبد ربه في منصبه، ولكن تغير من حقيقة الأمر بعض التصريحات المستنكرة هنا وهناك من ساسة وكوادر في الصف الثاني او الثالث، وإذا اردنا اعتبارها بالون اختبار فهذا دليل على أن الموقف الحقيقي للمنظمة لا يختلف عن المواقف التي عرضها عبد ربه، ولكن الوقت لم يحن للاعلان عنها ببيان رسمي.
لقد تم إنشاء منظمة التحرير الفلسطينيه في حينه من أجل أهداف واضحة، على رأسها، عودة اللاجئين الفلسطينين الى بيوتهم وقراهم ومدنهم التي هجروا منها قسراً، واحتلت هذه المنظمة صفة الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، عندما كانت تدافع، ولو لفظياً، عن حق اللاجئين بالعودة الى ديارهم، وكان شعار حق العودة هو الذي يعطي مصداقية لتمثيل المنظمة للشعب الفلسطيني، لأن جوهر القضية الفلسطينية هو حق العودة، فكان طبيعياً أن تعتبر المنظمة ممثلاً للشعب الفلسطيني.
حتى عندما تم عقد جلسة صورية في غزة لتعديل الميثاق الوطني الفسلطيني، لم يكن هناك تنازل عن حق العودة، ولذلك دافع أصحاب التعديل عن مواقفهم بقوة، وتقبل جزء من الشعب الفلسطيني تلك المهزلة؛ لأنها نصت على الاعتراف بإسرائيل، ولم تتنازل عن حق العودة، أما تصريحات عبد ربه فهي تنازل صريح عن حق العودة، بل تعيبر كذلك تنازل عن حق الفلسطينيين الصامدين على ارضهم في الداخل الفلسطيني.
إن هذه التصريحات تفتح الباب واسعاً لانقسام جديد على الساحة الفلسطينية؛ لأن هناك في الحقيقة من يؤمن سراً بهذه الاطروحة ولكنه ينتظر الوقت المناسب للاعلان عنها وتبنيها، ولذلك فالمطلوب من القادة السياسيين والقوى السياسية والشعبية أن تعلن تراجعها عن اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً للشعب الفلسطيني، ما دام ياسر عبد ربه في منصبه كأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأن يصدر بيان بخلعه واستنكار تصريحاته وما توحي اليه، وأن حق العودة خط أحمر لا يجوز لأحد أن يقترب منه وأن التنازل عنه خيانة وطنية يعاقب عليها كائناً من كان مرتكبها والمروج لها.
إن ياسر عبد ربه ومن يقف وراءه قد طرحوا بقوة بعد هذه التصريحات مسألة تمثيل المنظمة للشعب الفلسطيني، فمن يتنازل عن حق العودة ويعترف بيهودية الكيان الصهيوني، لا يمكن أن يكون ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني، ومن يفعل ذلك فإنه يؤسس لانقسام جديد في الداخل والخارج، وانشاء هيئات ومرجعيات جديدة، واظن أن صاحب هذه التصريحات يعلم ما ستؤول اليه الأمور، وهذا هو الخطر الأكبر، أي تمزيق الشرعيات التي تتحدث باسم الشعب الفلسطيني، وسوف يعترف العالم بالقيادة المتنفذة ممثلاً شرعياً ووحيداً، فتضعف المواقف الفلسطينية داخلياً وخارجياً، وتحقق بقوة الأمر الواقع الاهداف الصهيونية من ابتلاع للاراضي الفلسطينية وتهويد للقدس وطرد العرب منها ...الخ، وعندها تكون قد انتهت حياة هؤلاء، فمن الذي سيحاسبة الشعب الفلسطيني.
sarafandisaed@yahoo.com
مدونتي الخاصة" مدونة الصرفندي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق