الأربعاء، 26 مايو 2010

فتح تخسر في الانتخابات المحلية

فتح تخسر في الانتخابات المحلية..!!
بقلم: أ. سعيــد الصرفنــدي
ليست كل انتخابات يعرف الفائز والخاسر فيها بالضرورة بعد الإعلان عن النتائج؛ إذ يمكن أن يفوز فريق قبل اجراء الإنتخابات، ويمكن أن يخسر فريق أيضاً قبل إجراء الانتخابات، ويبدو أن حركة فتح خسرت الإنتخابات المقبلة للبلديات والمجالس المحلية، وذلك قبل خوضها، ومن المؤشرات على ذلك ما يلي :
1.أن هذه الإنتخابات في حال عقدها وإجرائها في الموعد المقرر؛ ستتفتقر الى المنافسة الحقيقية، وذلك لغياب حركة حماس وعدم مشاركتها، وهي الحركة التي حازت أغلبية واضحة في الإنتخابات السابقة سواء كانت البلدية أو التشريعية، وبالتالي فإن حركة فتح ستنافس قوائمها التي ستنشق عنها أو القوائم الوهمية التي ستتم صناعتها لاهداف تجميلية، وهذا معناه أن حركة فتح ستفور بمن صوت، حتى لو كانت الأصوات التي حازت عليها أقل من 20% من اصوات من يحق لهم التصويت، وهذا في الحقيقة ليس انتصارا ولا فوزاً؛ لأن الإنتصار والفوز لا يكون الا بعد المنافسة حيث لا منافسة.
2. مما يقال، بدأ همساً، والآن في وسائل الاعلام، أن حركة فتح عاجزة عن تشكيل قوائم موحدة لأعضاء الحركة، وخاصة في المدن الكبرى التي يتنافس فيها ابناء العائلات الكبرى كمدينة نابلس والخليل، وهذا الأمر يعكس حالة التردي التي وصلتها حركة فتح، من تأثير العشائرية والشللية والمناطقية، حتى أصبح التنظيم لا يعرف شيئاً عن الالتزام بمقررات الحركة، وطبيعي أن خوض قوائم متعددة مستقلة على رأسها كوادر فتحاوية لا يعني في حال انتصارها أنها انتصار لفتح، مع ان المتوقع ان تتبنى حركة فتح كل الفائزين سواء من تمت تسميتهم من قبل الحركة او الفتحاويين الذين خاضوا الانتخابات بقوائم مستقلة؛ ليظهر بأن فتح حققت انتصارا كاسحاً في هذه الانتخابات، وفي هذه الحالة لا يمكن القول ان فتح انتصرت وفازت. وانا على يقين أن كل من سيفوز من المستقلين الفتحاويين لن يمانع تبني فتح له بعد الانتخابات لأنهم هم أيضاً سيكونون بحاجة الى حركة فتح، بل سيتم القول بأنهم كانوا يمثلون قوائم فتح الشرعية، ولكن هناك اعتبارات كثيرة حالت دون الاعلان عنهم انهم هم الممثلون الرسميون لفتح، ومعنى ذلك أن اصوات المستقلين الذين لم يصوتوا لقائمة فتح سيجدون اصواتهم قد ذهبت لحركة فتح ، وطبيعي أن هذا ليس انتصاراً، بل هزيمة اخلاقية لحركة فتح.
3. اعداد المرشحين الفتحاويين حتى الآن كبيرة جداً، وكثير من هؤلاء المرشحين لا يأملون بالفوز بل لا يريدون المنافسة أصلاً، وسبب ترشحهم هو الابتزاز والحصول على مكاسب وظيفية؛ إذ يتم الحديث عن وعود لكثير ممن سجلوا اسماءهم حتى الآن بترقيتهم الى مدراء C وBو A ، إذا انسحبوا لمصلحة القائمة الموحدة وهذا يدل على أن فتح ستفوز بهدر مقدرات عامة هي من حق الشعب الفلسطيني وليس من حق فتح، مما يعني في الحقيقة خسارة فتح لأنها لم تعتمد على مقدراتها وطاقاتها، وهذا الامر سيجعل المواطن المستقل الذي يطمح بالتنافس على الوظائف العامة والترقيات الوظيفية إذا كان موظفاً، يشعر بأن فتح تبيع هذه الوظائف والمناصب من اجل الفوز بهذه الانتخابات وهذا بحد ذاته خسارة فادحة.
4. أن هذه الإنتخابات تجري في ظل الإنقسام بين غزة والضفة، هذا الإنقسام الذي لم تنجح حركة فتح في احتوائه، بل يمكن القول أن حركة فتح تتحمل مسئولية كبيرة في عدم انجاز ملف المصالحة حتى الآن، ولو كانت القضايا التي تطالب بها حركة حماس لتوقيع ورقة المصالحة شكلية كما تدعي حركة فتح، فالاولى بها التنازل والقبول باقتراحات حماس من أجل المصلحة الوطنية، ولكن الذي يحدث هو العكس، تمسك فتح بشروطها، والتي هي في الحقيقة شروط الرباعية، يجعل اي انتخابات في الضفة بدون توافق وطني، تعميقاً للانقسام، فالفوز في الانتخابات على حساب المصلحة الوطنية التي تتحق بالمصالحة، لا يمكن اعتباره فوزاً، بل هو هزيمة منكرة، فما قيمة انتصار في انتخابات محلية مقابل خسارة الوحدة الوطنية.
5. حركة فتح تجند كل طاقاتها وطاقات السلطة للفوز في هذه الانتخابات، وليس هذا لاهمية الانتخابت المحلية، بل لأن حركة فتح تفتقر الى الشرعية الحقيقة التي تؤهلها لقيادة الشعب الفلسطيني، فهي تسيطر على منظمة التحرير الفلسطينية التي انتهت صلاحيتها وصلاحية كل المؤسسات المنبثقة عنها، وكذلك خسارتها في انتخابات المجلس التشريعي جعلها تفقد أي شرعية منتخبة، لذلك فهي بحاجة الى الفوز في هذه الانتخابات للقول بأنها تمتلك شرعية القيادة، مع أن حركة فتح لم تقبل بوصف فوز حماس في انتخابات البلديات عام 2005 بأنه فوز سياسي، ولكنها ستقبل- اي حركة فتح- بوصف هذه الانتخابات بأنها انتخابات سياسية.
6. هذه الشرعية التي تطمح لها حركة فتح، من خلال الفوز في انتخابات البلديات والمجالس المحلية، تريد توظيفها لمسار المفاوضات، بعد أن فقد هذا المسار شعبيته حتى بين الاعضاء والمؤيدين لحركة فتح، ولكن فتح اختارت مسار المفاوضات حتى الممات، وهذا ما يشكل هاجساً عند قيادتها، فقد فقدت عملية المفاوضات زخمها وحتى قبول الشارع الفلسطيني بها، مما يمثل حالة من الانفصال بين الشارع وبين قيادة فتح، وفي حال الفوز ستقول قيادة فتح بأن هذه النتائج استفتاء على برنامجها السياسي ومواقفها السياسية ومن ضمنها نهج المفاوضات، وستعتبر فوزها مبايعة من الشعب لنهج المفاوضات.
لهذه الأسباب وغيرها، سيكون فوز حركة فتح في الانتخابات المحلية القادمة خسارة مدوية ، إذ ليست النتائج مهما كانت انتصارا حقيقياً، وهذا ما يجب على العقلاء من حركة فتح تداركه قبل فوات الأوان.
sarafandisaed@yahoo.com
مدونة الصرفندي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق