الأربعاء، 7 يوليو 2010

عباس: الآن حان موعد الاستقالة

عباس: الآن حان موعد الاستقالة
بقلم : أ. سعيــد الصرفنــدي
أوساط كثيرة كانت تتوقع أن اوباما استدعى نتنياهو لتوبيخه وتطويعه من أجل تقديم تنازلات تدفع بالجانب الفلسطيني للعودة الى طاولة المفاوضات المباشرة، ولكن الواقع جاء مخالفاً لكل تلك التوقعات، حيث جاءت الزيارة ناجحة بكل المقاييس الاسرائيلية، فقد كان الاستقبال دافئاً وودياً مما يشعر بأن الضيف القادم الى البيت الابيض هو ضيف عزيز سيتم اكرامه وقد حصل ذلك.
لقد كانت المواقف متقاربة بدعوة الطرفين لضرورة استئناف المفاوضات المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين، وهذا معناه الضغط على الجانب الفلسطيني للعودة الى المفاوضات العبثية دون تحقيق اي شرط فسطيني، او ما تعتبره السلطة استحقاقاً على الجانب الاسرائيلي.
العودة الى طاولة المفاوضات المباشرة التي توقفت بسبب استمرار الاستيطان، معناه أن السلطة لا تملك من أمرها شيئاً، وهي مستعدة للعودة للمفاوضات بدون شروط مسبقة، وسوف يتم التوجه الى جامعة الدول العربية لأخذ الضوء الأخضر باستئناف المفاوضات المباشرة بعد أن فشلت المفاوضات غير المباشرة في تحقيق أي شيء يذكر، لأن المرجعية للسلطة أصبحت جامعة الدول العربية.
الموقف المطلوب من السيد محمود عباس والسلطة الفلسطينية هو التوقف عن الارتهان للموقف الامريكي والاسرائيلي، فقد فشل نهج التفاوض في تحقيق اية مكاسب عملية للشعب الفلسطيني، وثبت أن استمرار المفاوضات المباشرة وغير المباشرة يعطي اسرائيل الفرصة لخلق امر واقع يصعب معه التوصل الى اتفاق نهائي تكون الدولة الفلسطينية فيه على حدود عام 1967، حتى لو تم التوصل لاتفاق التبادل بغض النظر عن النسبة اتي سيتم الاتفاق عليها.
لقد كان اعتراف السلطة بفشل منهج المفاوضات أمراً ايجابياًً، ولكن السلبية تمثلت بعدم الحديث عن بدائل امام السلطة الفلسطينية ، وكان هذا في الحقيقة سقوطاًَ مدوياً للمفاوض الفلسطيني الذي جعل خياره الوحيد هو التفاوض ثم التفاوض، ضارباً بمصالح الشعب الفلسطيني وثوابته عرض الحائط، حيث لم يعد منهج المفاوضات مقبولاً من الشعب الفلسطيني في الداخل وفي الشتات، ولكن السلطة في الحقيقة لا تستطيع وقف المفاوضات لأسباب عديدة منها ، أن وقف المفاوضات يعني ارتفاع الصوت الذي يهمس بوجوب العودة الى خيار المقاومة.كذلك فإن وقف المفاوضات معناه وقف المساعدات المالية التي تشكل عصب الحياة للسلطة وخاصة الفئة المتنفذة التي ارتبطت مصالحها بمشروع التسوية.
الملفت للانتباه أن السلطة، وتحديدا الجهات التي تمارس التفاوض، بدأت تشعر بالاعياء وعدم القدرة على تسويق مواقفها، فكان البديل جاهزاً وهو الاتصالات التي يجريها وسيجريها سلام فياض مع الاسرائيليين، وهي ذات طابع سياسي بحت بغض النظر عن توصيفها من جهة محمود عباس.
الموقف المشرف الذي يمكن أن يقوم به محمود عباس هو الاستقالة من منصبه والعودة للشرعية الفلسطينية ، وليس التوجه الى جامعة الدول العربية لاستخراج فتوى بالعودة الى المفاوضات المباشرة، وهذا الموقف بالتأكيد هو القادر على خلق ضغط حقيقي على الاحتلال وعلى الادارة الامريكية، أما ان يبقى منصب الرئاسة غطاءً لكل ما تفعله اسرائيل من استيطان وتهويد وخلق وقائع على الارض، ثم الحديث عن السلام والمسيرة السلمية وتمسك الجانبالفلسطيني بالثوابت الوطنية فهو أمر لا يمكن فهمه على الاطلاق.
هذا هو الوقت المناسب لاستقالة محمود عباس، واعتقد أن الشعب الفلسطيني سيدعم هذا التوجه؛ لأن شعبنا ملّ الحديث عن المفاوضات وعن السلام في الوقت الذي يرى فيه غول الاستيطان يبتلع الارض الفلسطينية، والتهويد للقدس لم يتوقف منذ مسيرة اوسلو بحيث اصبح الحديث عن تقسيم القدس امراً غير واقعي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق