الجمعة، 8 يناير 2010

الحراك السياسي ضحك على الذقون

الحراك السياسي ضحك على الذقون بقلم: أ. سعيــد الصرفنــدي
تاريخ النشر : 2010-01-08
القراءة : 11

الحراك السياسي ضحك على الذقونبقلم: أ. سعيــد الصرفنــديلا شك أن الغطرسة والتصلب الإسرائيلي أدى الى إحراج جهات عديدة منها الجانب الفلسطيني ومن خلفه العربي، مما أدى الى وصف المبادرة العربية للسلام من قبل عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية بأنها ميتة، ثم جاء دور الرئيس الفلسطيني محمود عباس للانسحاب من مسار التسوية في ظل الظروف الحالية التي أثبتت أنها لن تؤدي الى شيء، وأن كل حديث عن انجاز او اختراق لا يعدو عن كونه حملاً كاذباً؛ لأنه لا أب له.مسيرة السلام التي تحدث شامير عنها منذ البدايات وقال أنه سيماطل الفلسطينيين عشر سنوات على طاولة المفاوضات دون اعطائهم شيئاً،استمرت ثمانية عشرة عاماًَ دون اعطاء الفلسطينيين شيئاً، الا سلطة تقوم بتنسيق أمني خدمة لاسرائيل ، مما جعله المبرر الوحيد لوجود السلطة من وجهة نظر اسرائيلية،وحادثة اغتيال ثلاثة من مسلحي حركة فتح في نابلس دليل صارخ على ذلك،فالمفاوضات متوقفة ولكن التنسيق الامني ما زال مستمراً لمصلحة الاحتلال الصهيوني، إضافة الى طلب اسرائيل من السلطة يوم أمس اعتقال 9 من كتائب شهداء الاقصى، مما دعا هؤلاء المسلحين الى تسليم انفسهم للسلطة تحاشياً لاحراج السلطة التي ستلجأ الى اعتقالهم بالقوة إذا لم يسلموا انفسهم. أي أن ما اعطي للفلسطينيين كان رشوة لفئة سياسية على حساب الشعب الفلسطيني، فالحياة الاقتصادية كانت افضل في ظل الاحتلال، والخدمات الطبية كانت افضل فالمواطن الذي كان لديه تأمين صحي كان يتمتع بخدمات طبية ملكية، كذلك كان مستوى التعليم والتحصيل العلمي في المدارس الحكومية أفضل منه في ظل السلطة الفلسطينية، حيث تدنى التحصيل العلمي في ظل السلطة الى ادنى المستويات التي عرفها الشعب الفلسطيني لدرجة لا نبالغ إذا قلنا فيها ان هناك طلاباً في الصفوف الثانوية لا يحسنون القراءة والكتابة.في ظل هذا الاخفاق على طاولة المفاوضات، والاخفاقات المتزايدة داخلياً على الصعيد الفلسطيني، فإن الاعلان عن عدم العودة الى المفاوضات الذي يظهر انه حقق شعبية للرئيس عباس، الا أنه يعتبر الآن احراجا للسلطة ولعباس لأن الاعلان عن فشل منهج المفاوضات لم يتلازم مع الاعلان عن بديل لهذا المنهج الفاشل.الجانب الفلسطيني إذن محرج من توقف المفاوضات، فالبرنامج السياسي للرئيس عباس استند فقط الى المفاوضات لحل القضية الفلسطينية، وهذا المنهج فشل باعتراف اصحابه، وهذا معناه عدم الحاجة لاصحاب هذا النهج؛ إذ ليس مبرراً سياسياً واخلاقياً بقاء قيادة سياسية فشل خيارها الوحيد، مما يجعل دائرة السؤال المشروع تتسع يوما بعد يوم، هذا السؤال هو: ما هي الحاجة الى وجود هذه القيادة السياسية الفلسطينية إذا كانت بدون خيارات وبدائل؟ ، لقد كان الاعلان عن عدم الذهاب الى المفاوضات في ظل التعنت الاسرائيلي مناورة يقصد منها ابتزاز الجانب الاسرائيلي والامريكي، واثبت الواقع ان الجانب هو الجانب الوحيد القابل للابتزاز، وأن اسرائيل لن تخضع الا لما يحقق مصالحا.الجانب العربي أيضاً محرج من جمود العملية السلمية، فالعرب الذي طرحوا مبادرة السلام، وقالوا يوما ما ان هذه المبادرة لن تبقى على الطاولة الى الأبد، هؤلاء أيضاً محرجون، فما هو البديل اذا سحبت مبادرة السلام، فالدول العربية ليس لديها بديل، لذلك سوف تسعى الى الضغط على الجانب الفلسطيني للعودة الى طاولة المفوضات، لتبرير العلاقة مع اسرائيل والسير أكثر فأكثر في طريق التطبيع مع الجانب الصهيوني.امريكا ايضاً محرجة من جمود العملية السلمية، فأمريكا هي راعية العملية السلمية منذ انطلاقتها، بل قبل ذلك، وتوقف المفاوضات يعنى استسلام امريكا لخيار فشل المفاوضات، وهذا ما لن تسمح به امريكا، ولذلك سوف تجبر الجانب الفلسطيني،سواء كان ذلك بالعصا أو بالجزرة للعودة الى طاولة المفاوضات.إسرائيل هي الاقل احراجاً من توقف المفاوضات، فالشعب الاسرائيلي يميل منذ سنوات الى التطرف وعدم الاعتراف بالحقوق الوطنية الفلسطينية، والقيادات السياسية هي تعبير حقيقي عن الشارع الاسرائيلي؛ لذلك فإن اسرائيل وقياداتها السياسية لن تُجبر على العودة الى المفاوضات بشروط لا تقبلها.على أساس هذه الخلفية يمكن النظر الى الحراك السياسي القائم في الدول العربية والتسريبات عن خطط وآراء امريكية لاستئناف المفاوضات؛ بأنه محاولة لاستمرار العملية السياسية التي يدرك الجميع أنها عقيمة ولا يمكن أن تؤدي الى شيء. اسرائيل مستمرة في تنفيذ خططها على الأرض وخلق أمر واقع في موضوع الاستيطان وتهويد القدس، وسوف يستمر هذا الواقع سواء كانت المفاوضات قائمة أم لا، وليست في موقع ضعيف حتى يتم الزامها بما لا تريد الالتزام به، ولذلك فالسؤال المشروع: لماذا الاستمرار في المفاوضات ونحن نعلم نتائجها منذ الآن؟ لأن المقصود منها ضحك على الذقون إضافة الى عدم بروز بديل للمفاوضات يتبناه الشعب الفلسطيني ؛ إذ هناك عملية سلمية ومفاوضات بين اطراف النزاع ، وعلى الجميع انتظار مولودها .sarafandisaed@yahoo.comssarafandi@hotmail.कॉम

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق