الاثنين، 25 يناير 2010

وكالة فلسطين برس للأنباء ...هل هذه اخلاق فلسطينية

وكالة فلسطين برس للأنباء ...هل هذه اخلاق فلسطينية
بقلم: أ. سعيــد الصرفنــدي
نشرت وكالة فلسطين برس للأنباء على موقعها الألكتروني، الإثنين، 25/1/2010، خبراً بعنوان" أمطار الخير تغيث البلاد والعباد مع طلوع أول فجر على انتهاء ولاية المجلس التشريعي"، وقد رأيت أن هذا الخبر فيه من الاستخفاق بعقول القراء ، ولا اعتقدهم كثير، وهو كذلك يمثل عقلية بعيدة عن اخلاق الشعب الفلسطيني الذي يستمدها من دينه الحنيف، والأعجب من ذلك جملة من التعليقات السخيفة التي لا أظن ان أحداً من أصحابها عانى من ويلات الاحتلال؛ لأن الكلمات الجارحة التي اشتملتها لم نسمعها في حق الاحتلال الذي يحتل الارض ويهوّد القدس.
عنوان الخبر يوحي بأن الله غاضب على الشعب الفلسطيني بسبب وجود مجلس تشريعي على رأسه حركة حماس، مع أن الواقع يقول بأن إسرائيل هي التي غضبت على المجلس التشريعي الفلسطيني الذي ترأسه حماس، وأمريكا هي التي غضبت لوجود هذا المجلس وعرب التطبيع هم الذين غضبوا لوجود مجلس تقوده حماس، وليس الله، فالمجلس التشريعي هو المجلس الوحيد الذي عبر عن رأي الشارع الفلسطيني في انتخابات نزيهة لن تحدث مرة ثانية، فكل من يلمز ويهمز على المجلسي التشريعي إنما يستخف بالشعب الفلسطيني ووعيه واختياره.
لا أدري ما علاقة نزول الغيث بانتهاء صلاحيات التشريعي، الا ان يكون كاتب الخبر يمتلك من الحقد والبغضاء على الشعب الفلسطيني الذي انتخب حماس ما لا يتسع له صدر انسان طبيعي وينتمي الى فلسطين.
اقتبس من الخبر: " وقد عبر مواطنون عن فرحتهم بنزول هذه الكمية الكبيرة من الأمطار، سيما وأن هذا الشتاء قد شهد انحباسا في تساقط الأمطار. وكانت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ انقلابها الدموي في حزيران 2007م، قد دعت قبل أسبوعين إلى إقامة صلوات الاستسقاء في مناطق متفرقة من قطاع غزة، إلا أنه لم يشهد سقوطا للأمطار، حينما ازدادت الشمس إشراقا "، يبدو أن كاتب الخبر لا يعلم أن صلاة الاستسقاء سنة، فقد صلاها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وصلاها المسلمون من بعده، ولم يقل أحد من العلماء أن الغيث يتساقط مباشرة بعد صلاة الاستسقاء، بل يمكن أن يكون بعد ايام بل اسابيع، ولذلك فقد يكون هذا الغيث بفضل صلاة الاستسقاء التي صلاها من حرمهم الاحتلال واعوانه من كل شيء فلم يبق لهم الا التوجه الى الله، فلعل الله استجاب دعاء طفل او امرأة او مريض بعد أن صمّت آذان البشر.
الاسفاف كان في الخبر هو الإيحاء بأن التشريعي الذي انتهت ولايته لا يشمل الا نواب حماس، فهل هذا من الانصاف او الاخلاق التي يجب ان يتمتع بها صوت يوصف بأنه فلسطيني.
يضيف الخبر ان المجلس التشريعي كان يعاني شللاً خلال الفترة الماضية. الا يعلم كاتب الخبر، والوكالة المحترمة أن اعتقال الاحتلال لنواب حماس بهدف افشال التجربة الرائدة، هو الذي اوصل المجلس الى الشلل.
كل انتخابات، وكل مجلس تشريعي لا يعجب الاحتلال سيتم اعتقال اعضائه، فيصاب المجلس بالشلل، هل يكون الذنب والوزر على المجلس أم على الاحتلال.
اعتقد أن هذا الخبر، والتعليقات التي نشرت عليه، يساهم في تعميق الإنقسام النفسي بعد حدوث الإنقسام السياسي، وهو كذلك امتهان للصحافة وامتهان للقارئ وامتهان للشعب الفلسطيني.
sarafandisaed@yahoo.com
ssarafandi@hotmail.com
مدونة الصرفندي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق