الأربعاء، 20 يناير 2010

هل ما نسب لجبريل الرجوب حقاً ؟!

هل ما نسب لجبريل الرجوب حقاً ؟!
بقلم : أ. سعيــد الصرفنــدي
نشرت صحيفة "الصباح" التونسية ما وصفته بمقابلة خاصة مع جبريل الرجوب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الذي يزور تونس لاسباب رياضية دعوته وأوروبا إلى فتح حوار مع حماس والإقرار بوجود الحركة كجزء من منظومة العمل السياسي النضالي الوطني، ونسبت الصحيفة الى الرجوب اعترافه " بان فتح تعرضت لتهديدات أمريكية أثناء النقاش من اجل المصالحة الفلسطينية وقال «نعم أثناء النقاش وصلنا تهديد من الأمريكيين بان توقيعنا على وثيقة المصالحة سيقود إلى فرض حصار علينا".
هذا اللقاء الحصري نشرته صحيفة " الصباح " التونسية يوم 19/1/2010 ، ولم نسمع حتى الآن أي نفي، سواء من الرجوب نفسه أو من اللجنة المركزية لحركة فتح، وهذا معناه أن ما نسب الى الرجوب صحيح، فما دلالات ذلك :
1. إن اعتراف جبريل الرجوب بأن حركة حماس جزء من منظومة العمل النضالي الوطني، اعتراف بحقيقة لم يجرؤ على قولها في المرحلة السابقة أحد من قيادات حركة فتح أو سلطة رام الله، فقد دأبت تلك القيادات على التنكر للدور الوطني والنضالي الذي قامت وتقوم به حركة حماس في الصراع مع الاحتلال الصهيوني.
2. أما الاعتراف من قبل السيد جبريل الرجوب بأن فتح تعرضت لتهديدات أمريكية أثناء النقاش من أجل المصالحة؛ فهذا له دلالات كثيرة؛ إذ لا يمكن الفصل بين تلك التهديدات بفرض حصار على حركة فتح وعدم تحقق المصالحة حتى الآن ، وهذا ما يبطل التلميحات والتصريحات التي ملأ بها قادة فتح والسلطة الفلسطينية الدنيا بأن حركة حماس لا تملك قراراً بالمصالحة وأنها ترهن قرارها لأجندات إقليمية، مشيرين بذلك الى ايران وسوريا.
إن عدم استعداد حركة فتح لحصار أمريكي عليها جعلها تضحي بالوحدة الوطنية والمصالح الوطنية مقابل الإبقاء على علاقات جيدة مع أمريكا واوروبا، وهذا ليس تجنياً بل هو النتيجة التي لا تحتمل التأويل، فعدم حدوث المصالحة حتى الآن معناه أن هناك قيادات متنفذة في حركة فتح تتعارض مصالحها المرتبطة بالسيد الامريكي وممثله دايتون، مع المصالحة الوطنية، مما ادى الى استجابة الحركة للمطالب الامريكية بعدم التوقيع على ورقة المصالحة التي تتهم حماس بأنها لا تريد التوقيع عليها، فقد أحرجت حركة حماس المصريين وحركة فتح بقبولها التوقيع على مصالحة وطنية، فما كان من المصريين الا أن أضافوا بضغط امريكي نقاط يعلمون أن حركة حماس لن توافق عليها، وبالتالي كان التدليس بالقول أن حركة حماس تعطل الوصول الى مصالحة بعدم توقيعها للورقة المصرية كما هي.
3. ما صرح به جبريل الرجوب يقودنا للتأكيد أن ما حصل في غزة من حسم عسكري لصالح حركة حماس لم يكن مسألة اختيارية لحركة حماس، بل فرض عليها، وأن مبررات هذا الحسم خلقتها قيادات حركة فتح في قطاع غزة وهي الأشد ارتباطاً بالجانب الأمريكي والاسرائيلي والعربي الذي كان يرى في نتائج الانتخابات التشريعية كابوساً لا بد من التخلص منه.
بعد هذه التصريحات التي كشفت عن عمق الأزمة التي تعيشها حركة فتح؛ لا بد من مصارحة الشعب الفلسطيني علانية من كل مستويات حركة فتح والسلطة الفلسطينية بأن أمريكا هي التي تقف امام المصالحة الوطنية وليست حماس، وأن التفاهمات التي جرت خلال جولات المصالحة لم تتنكر لها حركة حماس ، وأن مصر بضغط امريكي واسرائيلي منعت تحقق المصالحة، وأن على الشعب الفلسطيني أن يختار بين مصالحة وثوابته الوطنية وبين الاستجابة للضغوط الامريكية الاسرائيلية.
sarafandisaed@yahoo.com
ssarafandi@hotmail.com
مدونة الصرفندي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق