الأحد، 6 ديسمبر 2009

على الاقل تم اغتيال عرفات سياسيا

على الاقل تم اغتيال عرفات سياسياً بقلم : أ. سعيد الصرفندي
تاريخ النشر : 2009-07-23
القراءة : 391

على الأقل تم اغتيال عرفات سياسياً...بقلم : أ. سعيد الصرفنديليس هناك اغتيال جسدي من اجل الإغتيال، فلو حصل اغتيال جسدي بدون غاية سياسية محددة من وراءه لكان فعلاً عبثياً يترفع العقلاء عنه، ولا شك أن من يتربع على عرش الحكم والسلطان لا يكون سفيهاً على الأغلب؛كذلك فإن الهدف الذي يمكن تحقيقة بلا اغتيال يجعل فعل الاغتيال أيضاً فعلاً سفيهاً وفعلاً عبثياً .لذلك بغض النظر عن كون الاتهامات التي احتوتها وثيقة القدومي حقيقية أم لا؛ فإن الهدف الذي تحقق قطعاً هو اغتيال عرفات سياسياً؛ إذ لم يكن الهدف عند شارون والقوى المعادية لطموحات الشعب الفلسطيني اغتيال عرفات جسدياً فقط، بل اغتيال الخط السياسي الذي كان يمثله، فمما لا شك فيه أن عرفات كان مختلفاً في المنهج السياسي مع عباس ودحلان وجرت محاولات اصطفاف قبل وفاة عرفات من أجل إحداث تغييرات بنوية على الساحة الفلسطينية بهدف احداث اختراق على صعيد الحل النهائي.لا خلاف على أن خلافاً حاداً كان بين عرفات من جهة وعباس ودحلان من جهة ثانية ، فقد تم تفصيل منصب رئيس الوزراء على مقاس عباس، واضطر عرفات للقبول به؛ لأن تعيينه كان مرتبطاً بالمساعدات التي تقدمها الدول المانحة، وقد اختار عرفات الحفاظ على المساعدات ظاناً من خلال شعبيته الجارفة وسيطرته على الأجهزة الأمنية أنه يمكن احتواء عباس . ولكن تبين أن الأموال التي تنفق على السلطة الفلسطينية تعطي مفعولها، فقد استطاع عباس انتزاع الكثير من الصلاحيات التي كانت تتركز في يدي ياسر عرفات، وبدأت سيطرت عرفات على الاجهزة الامنية تضعف شيئاً فشيئاً لمصلحة دحلان رجل الأمن القوي الذي كان يرى في نفسه بديلاً لعرفات باعتباره يمثل جيل الشباب مقابل جيل الآباء . ثم كان تسلم سلام فياض وزارة المالية في زمن ياسر عرفات قد شكل الضربة القاضية، فجزء من قوة عرفات كانت من خلال الإنفاق المباشر على قيادات الاجهزة الامنية والرموز العسكرية والسياسية ، هذه القوة تلاشت بعد أن أصبحت المقاطعة بكل ما فيها تحتاج الى توقيع فياض على أي فاتورة يريد صرفها ابو عمار، وأصبحت هناك مخصصات للمقاطعة تغطي التزاماتها فقط، فلم يعد هناك مال يمكن من خلاله السيطرة على الآخرين ولو كانوا من المقربين سابقاً.كل ذلك لم يكن يهدف الى إضعاف عرفات شخصياً، بل اضعاف التيار السياسي الذي يمثله، مما يؤدي في النهاية الى طرف فلسطيني ضعيف، حتى لو حافظ عباس على نهج عرفات فإنه لا يمتلك الكاريزما التي امتلكها عرفات وبالتالي سلطة ضعيفة ستكون منشغلة بتثبيت أركانها وذلك بمزيد من الفساد والابتعاد عن طموحات الشعب الفلسطيني من خلال الاستجابة للشروط والإملاءات الاسرائيلية والإقليمية والدولية.اسرائيل كانت تعرف ذلك كله، فإن موت عرفات سيخلق انقساماً داخلياً وضعفاً في مؤسسات السلطة الضعيفة أصلاً، فقد كان تفرد عرفات وطبيعة النظام السياسي الفلسطيني الهش كفيلة بانهيار السلطة انهياراً حقيقياً مع بقاء البعد الأمني باعتباره أحد الثوابت التي تقوم عليها السلطة، فالتنسيق الأمني لا يمكن تجاوزه حتى في اشد الظروف اختلافاً مع الاسرائيليين.لقد كان عرفات بالنسبة للقوى التي شاركت في تصفيته واغتياله برنامجاً سياسياً لا بد من التخلص منه،وهذا الهدف كان مشتركاً بين قوى فلسطينية وقوى غير فلسطينية على تنوعها، وسواء كان الشعب الفلسطيني يتفق مع هذا البرنامج أو يختلف معه، فإنه لم يعد بحاجة اليه.sarafandisaed@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق