الأحد، 6 ديسمبر 2009

الحل ان يعلن المؤتمر حل حركة فتح

الحل أن يعلن المؤتمر حل حركة فتح بقلم : أ. سعيد الصرفندي
تاريخ النشر : 2009-07-15
القراءة : 190

الحل أن يعلن المؤتمر عن حل حركة فتحبقلم : أ. سعيد الصرفنديعندما تشكلت حركة فتح استطاعت أن تجمع في صفوفها كثيراُ من التناقضات الفكرية دون أن تؤثر على مسيرتها؛إذ كانت الأولوية للعمل لا للفكر، فقد كان في صفوف حركة فتح اناس متدينون وكانوا يعتبرون حملهم للسلاح جزءاً من الجهاد المقدس الذي أمرهم الله به، وكان في صفوفها أيضاً أناس يحملون الفكر الماركسي ولكنهم كانوا يرون في تبني الكفاح المسلح جزءاً من الثورة العالمية ضد الرأسمالية والصهيونية والرجعية العربية ... وهكذا استطاعت حركة فتح أن تشكل القاسم المشترك بين كافة التيارات الفكرية دون تناقض أو تصارع بينهم، فالكفاح المسلح هو الشعار الذي جمع الفلسطينيين جميعا وأجمعوا عليه في تلك المرحلة.كذلك لم يكن تحديد اتجاه فكري في تلك المرحلة يخدم حركة فتح أو يخدم القضية الفلسطينية؛ لأن معنى ذلك هو احتساب الحركة على جهة ما، علماً أن الجهات كانت محصورة في الرجعية العربية أو المعسكر الاشتراكي ، والانحياز لأي من الجهتين كان يضر حركة فتح وكذلك يلحق الضرر بالقضية الفلسطينية التي كانت تحتاج الى دعم كل الجهات والمعسكرات .وبقيت الأمور كذلك حتى تشكلت السلطة الوطنية الفلسطينية، وهنا بدأت المشكلة عند حركة فتح في عدم القدرة على التعامل مع المرحلة الجديدة، وكان ذلك من خلال عدم تحديد طبيعة المرحلة، هل تعيش القضية الفلسطينية مرحلة تحرر وطني أم مرحلة بناء الدولة أم هي مرحلة متميزة من تاريخ الثورات والحركات الوطنية التي تزاوج بين انجاز مرحلة التحرر وبناء الدولة ؟ لم يكن هناك اتفاق على تحيد طبيعة المرحلة وتم القفز عن تساؤلات كثيرة تحت نشوة ما كان يعتقد أنه انتصار كبير وتاريخي وهو تشكل السلطة الوطنية الفلسطينية على الأرض الفلسطينية، ولكن بعد ذلك ظهرت الحقيقة وهي أن إقامة السلطة الفلسطينية لم يكن انجازاً للشعب الفلسطيني بقدر ما كان استجابة لجملة من الظروف والمعطيات والضغوط الإقليمية والدولية.بعد سنوات من تشكل السلطة بدأت تتشكل مجموعات لها مصالح اقتصادية ومالية كانت هي القاسم المشترك الأعظم بينهم وهو قاسم قوي بل يمكن القول أنه يستحق التنازل عن كثير من الحقوق الوطنية من أجله، وهنا بدأت التمايزات بين أعضاء حركة فتح بشكل عام : المخلصون لمبادئ حركة فتح ومنطلقاتها التي تشكلت على أساسها وبين المنتفعون مما وصلت إليه الحركة بعد بناء السلطة.كان من المفروض أن تظهر من اللحظة الأولى الاختلافات الفكرية داخل فتح مما يؤدي الى الانقسام على أساس توصيف المرحلة وتحديد المهمات المطلوبة، ولكن أحداً لم يجرؤ على ذلك؛ لأن جماهير الشعب الفلسطيني كانت ترى في بناء السلطة انجازاً حقيقياً، وبالتالي فإن أي تيار أو اتجاه في حركة فتح "يزاود" على السلطة سيكون محكوما عليه بالفشل.وأمام انعقاد المؤتمر الذي تعطل أيضا انعقاده بسبب بناء السلطة الفلسطينية، فقد وصلت الأمور الى مرحلة مفصلية لا يمكن القفز عنها بسهولة ولا يمكن إيجاد قواسم مشتركة يقبل بها الجميع، مع الأخذ بعين الاعتبار غياب الزعيم السابق والتاريخي للحركة ياسر عرفات، وبالتالي فالحركة إمام خيارين :الأول : تقسيم المناصب القيادية بشكل يحقق مصلحة كافة التيارات داخل الحركة، وهذا حل مؤقت لأن الكعكة لا تكفي للجميع، وحتى لو صمتت إطراف ضعيفة الآن فإنه لا ضمانة بأن تبقى ضعيفة، إضافة الى أن هذا الحل يراكم القضايا التي أوصلت الحركة الى هذا الوضع الصعب.الثاني : حل الحركة وانبثاق أحزاب أو حركات جديدة تقوم على انسجام في الرؤى الفكرية بين أعضائها، فمن كان يؤمن بالمقاومة يشكل حركة أو حزباً مقاوماً ، ومن يرى أن المفاوضات هي الخيار الاستراتيجي في التعامل مع "إسرائيل" يشكل حياً على هذا الأساس ، ومن يرى المزاوجة بين المفاوضات والمقاومة يشكل حركة أو حزياً عل هذا الأساس.أما محاولة الإبقاء على حركة فتح كما هي بكل التناقضات القائمة فأنه المرض وليس العلاج.sarafandisaed@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق