الأحد، 6 ديسمبر 2009

دلالة الافراج عن الاسيرات

دلالة الإفراج عن الأسيرات بقلم : أ. سعيــد الصرفنــدي
تاريخ النشر : 2009-09-30
القراءة : 217

دلالة الإفراج عن الأسيراتبقلم : أ. سعيــد الصرفنــديتناقلت وسائل الاعلام هذا اليوم 30/09/2009، خبر نية الاحتلال الصهيوني بالافراج عن 20 أسيرة فلسطينية، مقابل شريط لشاليط يظهره حياً، هذا الخبر كانت له دلالات وتداعيات مختلفة بحسب اختلاف الموقع الذي يقف فيه هذا الانسان أو ذاك.أهالي وذوي الأسيرات استقبلوا هذا الخبر بفرح بالغ،وحق لهم أن يكون وقعه عليهم كذلك، صحيح أننا شعب معطاء رجاله ونساؤه، شيبه وشبانه، وهذا معناه احتمال وقوع عدد من نساءنا وبناتنا في الأسر؛ لأن هذا الوطن لكل أبنائه، ومع ذلك فإن اعتقال فتاة أو إمرأة يكون اشد وطئأ على الأهل من اعتقال الرجال؛ لذلك فإن هذا الخبر يستقبله اهالي الأسيرات ومساحة الفرح تملأ قلوبهم.وهناك أيضاً من نظر الى هذا الخبر نظرة مناكفة سياسية مع أنه لم يفصح في وسائل الاعلام عن ذلك، فهو سبب في ازدياد نفوذ حماس، بسبب الاحترام الذي يكنه اهالي الاسيرات والاسيراتُ أنفسهن لحركة حماس. وشعر البعض أن التوقيت يفيد حركة حماس سياسياً؛ فالحديث عن الانتخابات بدأت تشتد وتيرته، وأي انجاز كهذا يفيد حركة حماس ، فكيف إذا تمت الصفقة الكبرى بالإفراج عن شاليط مقابل ألفٍ من المعتقلين الفلسطينيين، والتي يمكن أن تتم قبل الإنتخابات في حالة حدوثها بناء على توافق وطني بين حركة حماس وحركة فتح وباقي الفصائل الفلسطينية.كل ذلك قد يكون صحيحاً، فحركة فتح تطمح أن يكون الإفراج عن المعتقلين عن طريقها، بل لقد تم التطبيل والتزمير لخطوات احادية الجانب من قبل الاحتلال في الافراج عن عدد قليل من الاسرى الذين كانت احكامهم قصيرة و" لم تلطخ ايديهم بالدماء" حسب التعبير الصهيوني، ومع ذلك كان يخرج علينا من يحاول تسويق تلك الخطوات باعتبارها انتصارا وانجازاً لنهج المفاوضات مع أنها في الحقيقة كانت محاولات اسرائيلية لتزيين وتمليع أصحاب منهج المفاوضات .وصحيح أيضاً أن حركة حماس سوف تستفيد سياسياً من هذه الخطوة، او من الصفقة الكبرى مستقبلاً ، ومن حقها أن تفعل ذلك، فهي تثبت أن طريق خطف شاليط ، التي اعتبرها البعض وقتها وبعدها خطوة مغامرة لن تؤدي الا الى مزيد من المعاناة والضغط على الشعب الفلسطيني .كل ذلك صحيح، ولكن ما هي دلالات هذه الخطوة في الوقت الراهن ؟!أولاً : إن هذه الخطوة والصفقة الكبرى إذا حصلت، تدل دلالة واضحة لا لبس فيها، أن المقاومة وإن كانت فصائلية؛ إلا أن نتائجها وثمارها يمكن أن يقطفها الشعب الفلسطيني كله بكل فصائله وتنظيماته . فالتنوع في قائمة الاسيرات فصائلياً يدل على أن الجميع مستفيد من خطف شاليط.ثانياً : إن الشعب الفلسطيني كان تهب عليه رياح الإنقسام والتشرذم في حالات الهزيمة والاخفاق، وكان يتوحد أيضاً في حالة الانتصار، فهذه الصفقة والصفقة الكبرى ستؤدي الى الاحساس بالوحدة بين ابناء الشعب الفلسطيني، لأنها ستكون انتصارا حقيقياً لا ينكره الا من كانت مشاعره واهواؤه غير منسجمة مع مشاعر الشعب الفلسطيني .ثالثاً : إن طريق المفاوضات العبثية لم تحقق أي انجاز يذكر منذ 16 عاماً، وأن هذا الطريق ليس قدراً للشعب الفلسطيني؛ إذ يمكن أن تكون هناك بدائل للشعب الفلسطيني، يحقق من خلالها أهدافه وغاياته.رابعاً : أن الضغط والحصار على الشعب الفلسطيني لا يؤتي ثماره؛ خاصة إذا كان هناك ايمان بعدالة الأهداف والغايات التي يسعى الشعب الفلسطيني الى انجازها في هذه المرحلة، وأن الصمود يمكن أن يحاصر أعظم حصار.خامساً : التفكير جدياً من القيادات السياسية في وضع استراتيجيات قادرة على تخليص الاسرى من عذاباتهم، تلك العذابات التي تتضاعف عندما يرى أهالي المعتقلين أن منافع السلطة توزع على غير من زرع، مما يعمق الإحساس ان الواقع القائم ليس نتيجة العذابات والتضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني ، بل ترتيب يقصد منه حماية الاحتلال على ايدي فلسطينية.sarafandisaed@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق