الأحد، 6 ديسمبر 2009

ردا على محمود طرشوبي

رداً على محمود طرشوبي : اين الأدلة الشرعية؟!بقلم : أ. سعيـــد الصرفنـــدي
تاريخ النشر : 2009-11-21
القراءة : 557

رداً على محمود طرشوبي : اين الأدلة الشرعية؟!بقلم : أ. سعيـــد الصرفنـــديكتب الأخ محمود طرشوبي، مقالاً يرد فيه عليّ بعنوان" حتمية الخلافة عقلاُ و شرعاً : رداً علي سعيد الصرفندي"، وهذا المقال يأتي رداً على مقال لي دفاعاً عن الدكتور محمد العوا، الذي بين أن الخلافة أمر سياسي وليس شرعي.مقال الأخ طرشوبي جاء تحت عنوان يوحي أن الخلافة عليها أدلة شرعية وعقلية، وهذا ما دفعني لإتمام المقال وقراءته، لعله قد غاب عني دليل شرعي قاطع، فاتبعه طاعة لله ورسوله، ولكنني للأسف لم أجد لا أدلة عقلية ولا شرعية كما يقول، بل وجدت حفنة من الشتائم والتهم والأباطيل التي تدل على إفلاسه وسوف استعرضها للتدليل على تهافت الأفكار التي يحملها الأخ طرشوبي :1. لقد بينت في مقالي المذكور ومقالات أخرى حول نفس الموضوع، أن الخلاف بين الصحابة في سقيفة بني ساعدة، دل على أن الأمر سياسي، ولم يستشهد أحد من الصحابة بدليل شرعي على المسألة، وهنا كان المفروض أن تأتي بدليل يشهد لك، وأنا اتحدى أن يأتي أحد برواية صحيحة تقول ان الصحابة استدلوا بدليل شرعي على هذا الأمر، والفرق بيني وبينك أنك حُمّلتَ هذه الافكار فحملتها دون أن يتبين لك الحق من الباطل، أما أنا فإنني باحث، وليكن في علمك أن الفرق بين الباحث وغيره، أن الباحث يدخل الى المسألة دون مواقف مسبقة، أو على الاقل دون أن يتأثر بمواقفه المسبقة، فحيثييات الموضوع وحقائقه هي التي تقود الى النتئائج، أما ان يبدأ الباحث في بحثه وهو يحاول الوصول الى نتائج مقررة سلفاً، فهذا من التعصب المذموم الذي يهبط بصاحبه الى مقام الجهلاء، لذلك فإنني أطالبك بقراءة كل ما جاء في كتب التاريخ والسير حول واقعة السقيفة، واذا وجدت دليلاً من اقوالهم على أن الخلافة أمر شرعي، فأتني به لعل أحداً من القراء يعذرك على فكرك، أما إذا قلت لي : الدليل هو اجماع الصحابة، فهذا منقوض بامتناع علي بن ابي طالب وسعد بن عبادة عن مبايعة أبي بكر، وإن جاءت روايات تقول ان علياً بايع بعد ستة أشهر، الا أن سعدأً مات ولم يبايع، فاتنقض الاجماع المدعى في هذا المقام.2. تقول أن رأيي واقتبس: "رأيه لم يكن صبيان المسلمين في دولة الخلافة يقولون به و لم نسمع به في بلاد المسلمين إلا بعد الهجمة الغربية علي بلاد المسلمين "، إن هذا القول لو قاله عالم في مناظرة علمية لضرب بالنعال، فإذا كان هذا القول لم يقل به صبيان المسلمين، فماذا تقول في رأي المعتزلة الذين نفوا وجوب الخلافة شرعاً، وقد كان من الممكن أن تصبح الامة بغالبيتها معتزلة لولا انقلاب نظام الحكم العباسي ضدهم، فالمناهج التي كانت تسود في الدولة الاسلامية هي مناهج الحكام على الاغلب، فالمعتزلة وهم من كبار علماء الامة لم يقولوا بما يقوله صبيانكم في حزب التحرير، إضافة الى أن هناك طائفة عظيمة من طوائف المسلمين وهم الشيعة، لا يقولون بما يقوله صبيانكم ايضاً، افلا ترى أن جملتك التي ذكرتها تتهاوى وتتساقط، وأنه كان من الأليق بك عدم ذكرها؛ لأن المقام مقام استدلال بالدليل وليس استعراضاً لقاموس بذيء وسيء لا يعرف الا قدح المخالفين.3. تتحدث عن المستشرقين وعملائهم وفكرهم وتتهمني بأنني واحد منهم ، وأقتبس قولك:" و بدأ هذا الجيل في العمل علي ضرب فكرة الخلافة و إنها ليست نظاماً للحكم في الإسلام و الأسماء كثيرة و الكتب التي كتبوه أكثر و تلاميذهم انتشروا في بلاد المسلمين ــ أظنك يا أستاذ سعيد واحد منهم". هذه الطريقة عفا عليها الزمن في الطعن في الخصوم. أن يتهم هذا بأنه ماسوني، وهذا عميل وهذا يحمل افكار المستشرقين ..الخ، فهذا لم يعد مسموعاً ولا مقبولاً عند العقلاء، بل هو تعبير عن العجز عن مواجهة الفكرة بالفكرة والدليل بالدليل، فما أسهل ان تتهم أحداً يخالفك بأنه يعمل لصالح الغرب وفكره، ولكن الأصعب وهو ما لا تستطيعه، إقامة الدليل على ما تقول، فليس كل فكرة قالها احد يخالفك ترد عليها بأنها من فكر المستشرقين، وقد كانت مواضيع الاستشراق والمستشرقين من المساقات التي درستها في مرحلة الدراسات العليا، وكتبت ابحاثاً حول فكرهم، ولكنني كما قلت لك سابقاً، الباحث لا يدخل الى المسألة بنتائج مسبقة؛ لذلك وجدت، وهذا ما لا تعرفه، أنه لا يجوز وضع المستشرقين كلهم في سلة واحدة، فمنهم اليهود خصوصاً وضعوا نصب اعينهم من بحوثهم ودراساتهم اهدافاً خبيثة ارادوا الوصول اليها، فلم يكن بحثهم يوصف بالبحث العلمي وأنما بالبحث المسيس والمأدلج، ولكن هذا لا ينطبق على كل المستشرقين، فمنهم من أسلم بعد سنوات من دراسة الاسلام لأن منهجه كان نزيهاً وموضوعياً وعلمياً؛ لذلك لا يجوز الرد على كل فكرة لا تتوافق مع فكرك بأنها من افكار المستشرقين، بل الرد على ما يقال بأدلة تقوم بها الحجة على الخصم في المناظرة، وليكن في علمك أن معظم كتابنا المسلمين استفادوا من منهجية البحث النزيهة عند بعض المستشرقين. فلا أرى بقولك هذ الا تهافتاً وتهاوياً من خلال اتهامي بالتأثر بالمستشرقين، وهذا لا يزيد مقالك الا ضعفاً.4. أن اعتبارك من يعمل لاعادة الخلافة هم المخلصون من بين الأمة الذي قيضهم الله لاعادة الخلافة، فهذا تهويش لا طائل من وراءه، لأن نسبة قليلة من ابناء الامة تعرفهم، فشرح نظام الاسلام وغيره في حلقات ولو كانت مكثفة؛ فإنها لا تعني الصدق والاخلاص، لأن هذه معاني نسبية كلٌ يقيس بمقاييسه، فقد يعتبرك أحداً عميلاً لأمريكا بناء على أسلوبك في حمل الدعوة، ولكن هذا لا يكفى فالعبرة بصواب الفكرة أو خطئها، ومع ذلك فالفكرة المعيارة لا يحملها احد بمفرده او حزباً بعينه.5. قولك وانا اقتبس:" كانت هذه مقدمة لابد منها في الرد علي كل من يقول بان الخلافة ليست من الشرع وأن الدولة بشكلها الحالي هي من الشرع, و ينسب ذلك إلي مجموعة من الفقهاء المعاصرين الذين أصابتهم الهزيمة النفسية أمام الفكر الغربي". إذن، انا، والقراء المهتمين ننتظر ان تبدأ بطرح ادلتك بعد هذه المقدمة لنرد عليها، راجياً أن يتسم طرحك بالأدب، وان تعتمد على الأدلة فقط لا على التهم والإنشاء الذي لم يعد ينطلي على أحد.sarafandisaed@yahoo.comssarafandi@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق