الأحد، 6 ديسمبر 2009

مجلس الامن ثم ماذا ايتها السلطة المبجلة

مجلس الأمن ثم ماذا أيتها السلطة المبجلة؟ بقلم: أ. سعيــد الصرفندي
تاريخ النشر : 2009-11-16
القراءة : 264

مجلس الأمن ثم ماذا أيتها السلطة المبجلة؟بقلم: أ. سعيــد الصرفنديعندما تستمع الى كبير المفاوضين الفلسطينيين وهو يتحدث مبتسماً باللغة الإنجليزية، عن الخطوات المقبلة لسلطة رام الله، ومنها التوجه الى مجلس الأمن، لتحصيل دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران بما فيها القدس الشرقية، تكاد تجزم أن هناك من لا يعبأ بعقلك ولا بمشاعرك ولا بالقضية من أصلها.ما هو المقصود من هذا التوجه المدعوم عربياً، بعد فشل المفاوضات التي كانت مدعومة عربياً ايضاً، بل اجبر الفلسطينيون على حضورها في مؤتمر مدريد بضغط عربي. من أجل تسليط الضوء على الموضوع اتناول النقاط التالية:1. إن من يعلن بعد ثمانية عشر عاما من المفاوضات، أن هذا النهج كان عقيماً ولم يحقق شيئاً يذكر، لا يحق له أن يضع بدائل وخيارات لقضية الشعب الفلسطيني ومسارها المستقبلي، لا سيما انه كان يناطح من اجل اقناع الآخرين أن المفاوضات هي السبيل الوحيد لتحقيق الحقوق الوطنية الفلسطينية، فمثل هؤلاء يجب ان يحاسبوا على تضييع نضالات الشعب الفلسطيني وتضييع وقت طويل وثمين من أجل لا شيء، ومن المخجل أن لا نرى انسحابات واقالات واستقالات في صفوف معسكر المفاوضات، وقد أصبح من الأعراف السائدة أن القيادات التي تخفق في أقل من هذا، تقدم استقالتها وانسحابها من الحياة السياسية، اما الاستمرار فلا يعني الا شيئاً واحدا يمكن اختصاره ب"عدم احترام هذا الشعب"، ذلك أن هذه القيادات فصلت على مقاسات غير مناسبة للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني.2. ماذا يعني التوجه الى مجلس الأمن، متسلحين بالموافقة العربية، علماً أن الزعماء العرب هم الذين تخلوا عن ابو عمار ولم يجرؤ أحد منهم أن يرفع سماعة التلفون للإتصال به، فقد استسلموا للإرادة الغربية وتحديدا الامريكية والاسرائيلية القاضية بالتخلص منه لأنه تنبه فقط الى أن المطلوب منه التنازل ثم التنازل ثم التنازل، فما الذي تغير على الواقع العربي ليطرح هذا التوجه أو يوافق عليه لولا أن هذا الامر بايعاز من أمريكا والدول الغربية.3. طرح هذا الموضوع يقصد منه تضليل الشعب الفلسطيني، ومحاولة إقناعه أن هناك بدائل لنهج المفاوضات الذي اعلن اصحابه أنه منهج عقيم لا يحقق شيئا، وبما ان شعبنا غفر للمفاوضين فشلهم فهو سيغفر لهم فشلهم مرة اخرى بعد سنوات طويله حينما يقف كبير المفاوضين، هذا اذا امد الله في عمره، بعد ثمانية عشر عاما، ليقول :" إن العالم متعاطف مع اسرائيل وقد خذلنا فلم يحقق مجلس الامن لنا حقاً ولا باطلاً"، وقد يطرح مبادرة جديدة في حينه مفادها:" لا بد من العمل على تغيير نظام مجلس الأمن الظالم، وعلى القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الانتظار ريثما يحصل ذلك.4. طرح التوجه الى مجلس الأمن أيضاً تضليل للشعب الفلسطيني مرة ثانية، فالقيادة السياسية تريد اقناع الشعب الفلسطيني انها لم تفلس سياسياً، وانها قيادة مبادرة مهتمة بمستقبل القضية الفلسطينية، وأنها تستحق البقاء في موقع المسؤولية؛ لأن لديها افكار ومبادرات خلاقة لحل القضية الفلسطينية وتحقيق الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.5. هل يمكن لأمريكا التي استخدمت حق النقض الفيتو تجاه قرارات أقل بكثير من مستوى الموافقة على دولة فلسطينية عاصمتها القدس، أن توافق على مثل هكذا قرار، واعتقد أن من يقول : نعم، وأن هذا الأمر ممكن، يستحق ان تنصب له مشنقة على دوار المنارة لأنه يتاجر بالقضية لمصالح شخصية، أو حزبية، فمجلس الأمن لم يخالف في يوم من الأيام ما تريده أمريكا، وهي الدولة التي لم تستخدم مجلس الامن الا من اجل مصلحتها ومصلحة اسرائيل، فما هي المتغيرات الدولية التي يمكن ان تدفع امريكا للموافقة على قرار يشكل طعنة قاتلة لإسرائيل.6. الاعتماد على امريكا كراعية لعملية السلام جعلها تتراجع حتى عن شرط تجميد المستوطنات لبدء المفاوضات العبثية، وما ذلك الا لأن المفاوض الفلسطيني لم يكن أهلاً للتفاوض؛ فهو لم يدرك أن المفاوضات الحقيقية لا تجري هكذا، فلم يفاوض شعب من شعوب الأرض محتليه بمثل الطريقة التي فاوض فيها كبير المفاوضين.7. من المخجل حتى الآن أن تتوقف مسيرة المصالحة الفلسطينية لأن أصحاب منهج المفاوضات الفاشل يطلبون من حماس الاعتراف بإسرائيل وبشروط الرباعية، حتى لا يبقى في يد الشعب الفلسطيني أيٌ من عناصر القوة.8. الى من يقول ما هو البديل بعد كل هذا :هو ما اختاره ابو عمار، عدم التنازل، وهو ما اختاره الشعب الفلسطيني: لا نستطيع حل القضية الآن، الا أننا لن نسمح للمحتل ان ينام قرير العين؛ إذ يجب ان يدفع المحتل ثمن احتلاله، وشعبنا مستعد لذلك.sarafandisaed@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق