الأحد، 6 ديسمبر 2009

التوجه الى مجلس الامن امعان في التضليل

التوجه لمجلس الأمن امعان في التضليل بقلم: أ. سعيــد الصرفنــدي
تاريخ النشر : 2009-11-14
القراءة : 511

التوجه لمجلس الأمن امعان في التضليلبقلم: أ. سعيــد الصرفنــديبعد الإعتراف علناً بما كان متوقعاً لنتائج التسوية على المسار الفلسطيني، وخاصة بعد اعتراف كبير المفاوضين الفلسطينيين بأن ثمانية عشر عاماً من المفاوضات لم تحقق شيئاً، مع أن هذا الاعتراف ناقص، فالمفاوضات لم تحقق شيئاً للجانب الفلسطيني، ولكنها حققت الكثير للجانب الإسرائيلي، فقد بني الجدار في عهد المفاوضات، وتغولت المستوطنات في عهد المفاوضات، وتم تهويد القدس والتحضير لهدم الاقصى في عهد المفاوضات. بعد كل ذلك، اي فشل نهج التسوية، يحاول اطرافها، واصدقاؤهم اقليميا وعربياً ودولياً، ممارسة لعبة جديدة تمكن الاحتلال من استكمال اهدافه وخلق واقع يصعب عمليا تغييره.لقد كان اول اعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية أنها الممثل الشرعي والوحيد، هو اعتراف عربي ، وكان هذا الاعتراف يقصد منه اضعاف القضية الفلسطينية، فقد كانت قضية عربية بامتياز، وعجز العرب مجتمعين عن تقديم شيء ايجابي للقضية الفلسطينية، وارادوا من الاعتراف بالمنظمة ممثلاً شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني القاء هذا الحمل الثقيل عن ظهورهم، وتحميله للشعب الفلسطيني وحده، فكيف لما عجز العرب عن تحقيقه أن يحققه الشعب الفلسطيني الأعزل المشرد في المنافي والشتات.من هنا فإن الاعلان عن فشل نهج المفاوضات، يعني أن الشعب الفلسطيني لم يستطع حل قضيته، وهذا معناه اعادة الكرة الى الملعب العربي، وحيث أن العرب لا يستطيعون الآن، كما في الماضي والمستقبل، أن يلعبوا دوراً فاعلاً على مستوى القضية الفلسطينية، فلا يريدون بقاء الكرة في ملعبهم، حتى لا يظهر عجزهم، لذا يريدون قذفها في ملعب مجلس الأمن. وهنا لا بد من تسليط الضوء على مجلس الأمن، وهذا التسليط لا يحتاج الا الى جملة واحدة تختزل واقعه وهي: مجلس الامن دائرة من دوائر وزارة الخارجية الامريكية.معنى ذلك ، أي دفع القضية الفلسطينية الى مجلس الأمن، معناه دفعها الى الولايات المتحدة الامريكية، وهنا لا بد من طرح سؤال منطقي ومنسجم مع الوقائع: هل كان ملف المفاوضات في يد أحد غير الولايات المتحدة؟لقد كانت الولايات المتحدة تمانع في تدخل أي دولة في حل الصراع العربي الاسرائيلي، فقد كانت هي الدولة المرجعية والدولة المتفردة، فهل يستطيع مجلس الامن أن يصدر قرارا يخص القضية الفلسطينية دون أن توافق عليه امريكا،تلك الدولة التي سخرت المنظمات الدولية لتحقيق استراتيجاتها في الشرق الاوسط وأهمها بقاء اسرائيل دول مسيطرة ، تقدم ما تشاء وتأخذ ما تشاء، أي أن اعادة القضية الى مجلس الامن معناه تسليم القضية الفلسطينية الى اسرائيل.إن المتابع لمسيرة المفاوضات التي قادتها السلطة الفلسطينية عبر كبير مفاوضيها، صائب عريقات، والذي اعترف ان المفاوضات فشلت، يعلم علم اليقين، أن المهم كان عند الاطراف الثلاث، الفلسطيني والاسرائيلي والامريكي، من العملية السلمية هو العملية بحد ذاتها، فلم يكن المطلوب اكثر من بقاء العملية، أما السلام فلم يكن هو الغاية، فقد قدم المفاوض الفلسطيني، اعظم تنازل يمكن لشعب ان يقدمه، وهو الاعتراف بالكيان اليهودي كياناً شرعياً في فلسطين، ومع ذلك لم يستطع الفلسطينيون تحقيق شيء.إن اعادة القضية الفلسطينية لمجلس الامن، هو تأمين الذئب على القطيع، وهو مؤامرة جديدة يشترك فيها العرب بالتواطؤ مع الفلسطينيين، فسوف يستمر تداول القضية سنوات ليخرجوا علينا بقرارات قد يقبلها هذا الطرف ويرفضها ذاك، فيعود النقاش مجددا بين معتدلين ومتطرفين، بعد أن تكون اسرائيل قد خلقت واقعا جديداً، يستند اليه الواقعيون في محاولة تمرير الحلول المطروحة، والتي ستطرح، لا من اجل قبولها، بل من اجل اثارة الشقاق فلسطينيا وعربياً.يجب ان تعمل الاطراف الفلسطينية مجتمعة، من خلال انجاز المصالحة الوطنية، على اجهاض هذا التوجه، لأنه سيعيد القضية الفلسطينية سنوات طويله الى الوراء.sarafandisaed@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق