الأحد، 6 ديسمبر 2009

سؤال للسياسي الفلسطيني

السلام عليكم و رحمة الله و بركاتةعنوان الخبر : سؤال للسياسي الفلسطينيوصف الخبر : بقلم: أ. سعيد الصرفندي أريحا ماجستير الدراسات الاسلامية يحيرني احيانا سؤال لا اجد جواباً شافيا له ، وهو:إن لكل سياسي فكر سياسي فما هو الفكر السياسي الذي يتبناه السياسي الفلسطيني ؟ لو نظرنا الى سياسات الدول سواء كانت دولاً عظمى أو دولاً تلهث وراء العظمة(بتسكين الظاء) ؛ فإننا نجد أن هناك فكراً سياسياً وما السياسي الا منفذ ومترجم لهذا الفكر । عندما تنظر الى السياسة الأمريكية في العقدين الأخيرين ثم تنظر الى ما كتبه صامويل هانتنغتون في " صدام الحضارات" فإنك لا تجد خروجاً عن النص من قبل السياسيين في البيت الأبيض . فكرة هانتنغتون كانت في مقال صحفي صدر عام 1993 ثم اصبح كتابا ضخماً عام 1995، وهو يرى أن الصدام المستقبلي سيكون بين حضارات وليس بين ايديولوجيات كما كان في السابق ، وأن هذا الصدام سيكون بين حضارات مختلفة وثقافات متعددة ، ومعظم هذه الحضارات قابلة للذوبان في الحضارة الغربية الا الحضارة الاسلامية . وهذا يدل على عمق معرفة هانتنغتون بالحضارة الاسلامية فهي حضارة تشتمل على عناصر الحياة والبقاء ، ولا يمكن لأي حضارة أن تنال من المسلمين مهما كانت براقة وخادعة . قد يحدث هذا لبعض المسلمين في ازمان متفاوتة ولكن انخداع المسلمين بالحضارات الأخرى ليس سهلا ً ولا ممكناً ؛ لأن الأسئلة التي يطرحها الإنسان باعتباره انساناً لا يمكن الإجابة عليها اجابة مقنعة للعقل وموافقة لفطرة الإنسان ؛ الا من خلال الإسلام . المهم في فكرة هانتنغتون أن الصدام سيكون بين الغرب باعتباره حضارة متكاملة وبين الاسلام ، ولو تدبرنا السياسة الأمريكية بعد كتابه لوجدنا انها تسير باتجاه العداء السافر للأمة الاسلامية ومقاييسها وثقافتها، فقد جرى بعد ذلك احتلال افغانستان ثم العراق ثم الحرب على " الإرهاب" أو في رواية أخرى " الحرب على الاسلام" ، وتم التعامل مع القضايا الاسلامية بكل احتقار، وليس ذلك خاص بجورش بوش أو آل بوش باعتبارهم ينتمون الى المحافظين الجدد ، بل كان ذلك تعبير عن الفكر السياسي الذي انتجه هانتنغتون . وحتى نفهم حقيقة ان الفكر السياسي هو الموجه للسياسي في البيت الأبيض ، كان انهيار الاتحاد السوفياتي ومنظومة الدول الاشتراكية يحتاج الى تنظير ايديولوجي ، فقدأنتج فوكوياما نظرية " نهاية التاريخ " في كتابه الذي يحمل نفس الإسم ، وكان معنى ذلك أن الأفكار التي تقول بتطور النظام الاجتماعي من شكل الى آخر - كما كان الفكر الماركسي يدعي ذلك- لا مجال له في هذا الزمان ، فالرأسمالية هي المرحلة الأخيرة من التاريخ ولن يتغير هذا النظام بل سيتم اعتناقه من البشرية جمعاء ، ومعنى ذلك أن النظام الاشتراكي المنهار لن يخلي مكانه للنظام الاسلامي ، فكانت الحرب على "الإرهاب" هي التعبير العملي لذلك . كل ذلك يؤكد الفكرة القائلة ان الفكر السياسي هو الذي يقود الفعل السياسي ، حتى أن التغيير الذي يتحدث عنه اوباما الآن ليس فكراً شخصياً أو خاصاً بالحزب الديموقراطي ، بل استجابة للفكر السياسي الذي تبلور في السنوات الأخيرة . والمفارقة أن هذا الفكر صدر من هانتنغتون نفسه بعد أن كتب كتابه " من نحن " والذي صدر قبل سنوات قليله . كتاب "من نحن" يمكن القول بأنه نبوءة بانهيار أمريكا بشكلها الحالي ، فهو يتحدث عن عناصر تكون أمريكا منذ نشأتها ، مثل الرجل الأبيض واللغة الإنجليزية والدين المسيحي ॥ ثم يعترف أن هذه العناصر بدأت تضعف فاللغة الانجليزية لم تعد في بعض الولايات اللغة الأولى بل الاسبانية مثلاً في أكثر من ولاية هي اللغة الأولى ، وأن الثقافة الإجليزية لم تعد هي المسيطرة ، وأن المهاجر الجديد يحمل ثقافته معه ويفرضها على المجتمع الامريكي ، كذلك فالدين الاسلامي ينتشر في امريكا بعد أن كان المهاجر المسلم قبل خمسين سنة مثلاً يغير اسمه من محمد أو احمد الى مايكل أو جون ، فهو الآن يعتز باسلامة ويشكل مؤسسات وجمعيات اسلامية . هذا الواقع الذي تعيشه أمريكا وفق تراجع هنتنغتون وكذلك تراجعات فوكاياما هو الذي دق جرس الانذار فلا بد من تغير وجه السياسة الامريكية في العالم ، وهذا ما انيط بأوباما فعله ، فهي مرحلة الدفاع عن الذات . وفي الختام أحاول منذ سنوات فهم الفكر السياسي الذي يشكل خلفية السياسي الفلسطيني فلا أجد ، فلا الفكر الديني يمكن أن يكون فكراً لهذا السياسي ، وكذلك الفكر القومي أو الوطني لا يعتبر بأي حال من الأحوال فكراً للسياسي الفلسطيني . sarafandisaed@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق